الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

تابع آه... (4)

و يتململ الزبون فى مقعده و تبدأ الأفكار تعبث بذهنه ...
الزبون: ايه الحر ده .. و الزحمة دى .. هو الواحد كان ناقص اللى يعطله النهارده .. لأ و ايه الراجل سواق التاكسى ده شكلة هياخد منى دم قلبى إلا كل شوية يتأفف و يتأوه .. عشان يعنى يبين صعوبة المشوار .. خلاص يا سيدى هتاخد اللى انت عايزه .. امال أسيبك تعمل لى فضيحة ...
يلا بقى ... يا رب ألحق أروح قبل الراجل ما يوصل .. عشان آخد حقى من البايع و بعدين العمولة اللى اتفقت عليها من المشترى .. أصلهم لو اتلموا على بعض قبل ما أنا أوصل مش بعيد يسغنوا عن خدماتى خالص !!
لا و كل ده ليه عشان 5,000 جنيه سمسرة من البايع انى جبت له المشترى و 10,000 من المشترى عشان خلصت له البيعة بأقل من تمنها ب 50,000 جنيه ، و ايه يعنى لما أطلع لى ب 15,000 من ورا بيعة زى دى ، ده أنا أحسن من غيرى كتير ، ما هو واحد عايز يبيع و يجرى يسافر ، و انا جبت له زبون تانى يوم يعنى لولاى ماكنش وصل لحد و لا بعد ميت اعلان فى الجرايد ة التانى هياخد ارض فى مكان ممتاز بسعر ممتاز برضة.
بس و بعدين لو اتاخرت أكتر من كدة مش بعيد يتفقوا عليا من ورا ظهرى ، ما أنا أصلى عارف لقم الناس اليومين دول ، الواحد يتأخر خمس دقايق يرجع يلاقى الأنصاص قامت و القوالب نامت دى بقت حاجة تزهق ... يا رب بقى الأشارة تفتح ...
- آه ...
ثم يفتح حقيبة صغيرة على الكرسى بجانبة و يجلب منها مشط صغير يصفف به شعرة بعناية و يقوم بضبط رابطة عنقة جيدا و ينظر الى الجانب الآخر فتقع عينه على سيارة مكيفة يركب بداخلها رجل متقدم فى السن نوعا ما و لكنه ليس بالعجوز...


يتبع

السبت، 14 نوفمبر 2009

تابع آه ... (3)

يضرب كلكس السيارة سائق تاكسى و كأنه يحدث رجل المرور بهذه الطريقة و فى ذهنه ......
- سائق التاكسى : هو الراجل ده مش عايز يفتح الاشارة ليه ؟! .. أنا خلاص نفوخى هيولع من الحر .. مش كفاية مشوار آخر الدنيا ده .. هيبقى هو و الزباين عليا ... بس يلا كله يهون ما هو برده مشوار كبير و اكيد الراجل الزبون ده هيدفع شىء و شويات و ان مدفعش حتى أعمله فضيحة فى الشارع و لا حتى انزل أضربه لحد ما آخذ كل اللى أنا عايزه ، ما هى لو كانت بنت كنت آخذت بمجرد ما أشتمها ولا أقولها اى حاجة .
يلا يعنى هو الواحد كان بيعمل كدة ليه مع الناس مش علشان أقدر أسدد أقساط العربية دى و تبقى بتاعتى بدل ما أنا و لا شغال عليها و لا برده بتاعتى أهو القسط بالع كل اللى بتجيبه ، ههه ... أى نعم أنا باخد فى المشوار أبو جنيه واحد مش اقل من عشرة جنيه بس هنعمل ايه ؟؟؟ آدى الله و آدى حكمته ...
- آه
و يتقدم بالسياره خطوة للأمام و يضرب كلكس بهستريا و كأنه بذللك سوف يخيف رجل المرور حتى يفتح له الاشارة و لكن هيهات ....

يتبع

الخميس، 12 نوفمبر 2009

تابع آه ... (2)

فوق الرصيف يقف رجل المرور و فى يده نوتة صغيرة و قلم و بجانبه على الأرض زجاجة مياة و على احد كتفية فوطة صفراء .
- رجل المرور : هه .. خلاص يعنى الناس بقت كلها ملتزمة محدش عايز يكسر الاشارة النهارده ليه ، قال يعنى .. ! طب ده انا لو مكنتش واقف كنت هتلاقى الناس كلها كسرت الاشارة من زمان و كله يضرب يقلب ، يعنى ده مش تحضر و لا احترام ليا ، ده بعيد عنك جبن و بخل محدش عايز يدفع و لو ربع جنيه مخالفة ، مع ان يا اخى كل واحد فيهم تلاقيه بيكسب قد كده فى اليوم الواحد حتى الحرامى ، مش زيى يا حسرة عليا و على الكام ملطوش اللى باخدهم ، عالم تخاف مختشيش !! .
طيب .. لما أألف لى كام رقم كده و أنا واقف ، أروح بيهم احتياطى علشان لو رجعت الوحدة من غير اى ارقام يمكن يقولوا انى كنت واقف سرحان ولا حاجة !! .
ايه .. يا ترى يا ام العيال عاملة ايه دلوقتى .. يا ترى فاكرة زيى ان النهاردة اول الشهر و زمان كل الفواتير على الأبواب و أنا حتى مسبتلكيش ولا عشرة جنيه ، لا لا اكيد مش فاكرة ، طب بس ازاى وهى كانت قاعدة فرحانة بالليل ان الواد أحمد هيخلص امتحانات الشهر النهاردة و ان النهاردة و ان آخر امتحان عنده أول الشهر ، يا ترى ما طلبتيش فلوس ليه ، تكون بتحوش و عاملة حسابها ، ههه .. منين يعنى ، ولا تكون مش واخدة بالها ، ولا يا ترى ناوية تستلفى من أمك ، ولا هتدورى تشحذى من الجيران لما الباب يخبط و تلاقى فاتورة جاية .. ولا ولا ولا ...
- آه ....
ثم يمسك الفوطة من على كتفه و يمسح بها العرق الذى أخذ يتصبب من على وجهه و لا ان كان من اثر الحر ام القلق ام الغليان الذى يتواجد بداخل رأسه ( تعالى نقول شمس و حر و خلاص بقى ، اهو ده اللى واضح امام الناس ، يعنى حد كان هيدخل جوه رأسه ) .
يتبع

آه (1)

هذا مشهد لا أعلم ان كان من رواية او من مسرحية ، انما هو مشهد خارجى تحت وطاة هذا الجو الحار ، فى عز نهار احد أيام الصيف الحارقة ، فى درجة حرارة لا تقل عن اربعين درجة مئوية ، و فى السماء فوق روؤس البشر تعلو شمس غاضبة ، تغلى ، و تحرق كل من يقترب منها

و فيما يأتى ما يدور بداخل ذهن كل من يقف تحت سيطرة هذا الجو الحار .

فلنتخيل معا و لنقل اشارة يقف فيها هذه الشخصيات :

رجل مرور

سائق تاكسى

الزبون

صاحب سيارة فارهه

بائعة مناديل

شاب و فتاة فى مقتبل العمر

أم تحمل طفلها الرضيع

نشال


يتبع

ليه " بنت من البلد دى"

أول ما قررت الحديث عنه فى هذه المدونه ، هو سبب تسميتها بهذا الأسم ، "بنت من البلد دى" ، فأنا بنت عادية جدا مثلى مثل كل من هم فى مثل عمرى ، تخرجت من كلية الألسن ، بعد جهد دام أربع سنوات ، ظنا منى أن طريق التعليم الشاق الذى بدأته منذ نعومة أظافرى - و أجتازته بنجاح- قد انتهى، و لكن ما كنت لا أعلمه هو انه و أن كان طريق التعليم قد انتهى ، فان الذى بدأ هو الطريق الأصعب ، و الطريق الأطول الذى ليس منه أى مفر ألا و هو طريق الحياة ذاتها ، الحياة التى ما خلتها يوما بهذه القسوة ، الحياة التى كنت أظن انى أعرفها ، و لكنى كنت واهمة ، لأنها لم تبدأ حتى الآن ، و لا اعلم حتى من أين أبدأها ، فقررت أن أبدأ بمشاركة الناس و الشباب فى مثل عمرى فى كل ما يدور بذهنى ، و بما انى بنت من البلد دى ، اعيش بها و أتأثر بكل ما يحدث بها ، يكل ما فيها ، بادباؤها الذين كانوا هم الأساس فى تشكيل فكرى ، و تكوين شخصيتى فقررت أن يكون اسم المدونة التى سوف تكون -ان شاء الله- حلقة الوصل بينى و بين كل من يريد مشاركتى ، هو " بنت من البلد دى" لأنى و ببساطة بنت من البلد دى