الخميس، 12 نوفمبر 2009

تابع آه ... (2)

فوق الرصيف يقف رجل المرور و فى يده نوتة صغيرة و قلم و بجانبه على الأرض زجاجة مياة و على احد كتفية فوطة صفراء .
- رجل المرور : هه .. خلاص يعنى الناس بقت كلها ملتزمة محدش عايز يكسر الاشارة النهارده ليه ، قال يعنى .. ! طب ده انا لو مكنتش واقف كنت هتلاقى الناس كلها كسرت الاشارة من زمان و كله يضرب يقلب ، يعنى ده مش تحضر و لا احترام ليا ، ده بعيد عنك جبن و بخل محدش عايز يدفع و لو ربع جنيه مخالفة ، مع ان يا اخى كل واحد فيهم تلاقيه بيكسب قد كده فى اليوم الواحد حتى الحرامى ، مش زيى يا حسرة عليا و على الكام ملطوش اللى باخدهم ، عالم تخاف مختشيش !! .
طيب .. لما أألف لى كام رقم كده و أنا واقف ، أروح بيهم احتياطى علشان لو رجعت الوحدة من غير اى ارقام يمكن يقولوا انى كنت واقف سرحان ولا حاجة !! .
ايه .. يا ترى يا ام العيال عاملة ايه دلوقتى .. يا ترى فاكرة زيى ان النهاردة اول الشهر و زمان كل الفواتير على الأبواب و أنا حتى مسبتلكيش ولا عشرة جنيه ، لا لا اكيد مش فاكرة ، طب بس ازاى وهى كانت قاعدة فرحانة بالليل ان الواد أحمد هيخلص امتحانات الشهر النهاردة و ان النهاردة و ان آخر امتحان عنده أول الشهر ، يا ترى ما طلبتيش فلوس ليه ، تكون بتحوش و عاملة حسابها ، ههه .. منين يعنى ، ولا تكون مش واخدة بالها ، ولا يا ترى ناوية تستلفى من أمك ، ولا هتدورى تشحذى من الجيران لما الباب يخبط و تلاقى فاتورة جاية .. ولا ولا ولا ...
- آه ....
ثم يمسك الفوطة من على كتفه و يمسح بها العرق الذى أخذ يتصبب من على وجهه و لا ان كان من اثر الحر ام القلق ام الغليان الذى يتواجد بداخل رأسه ( تعالى نقول شمس و حر و خلاص بقى ، اهو ده اللى واضح امام الناس ، يعنى حد كان هيدخل جوه رأسه ) .
يتبع

هناك تعليق واحد:

  1. ببساطة كل حاجة رائعة جدا جدا....اللغة، الخيال، الفكرة، الإسلوب. وصف رائع لما يحدث فى مصر الآن و لما آلت إليه من فساد و فقر مدقع فصار الشعب إما مثل هذا المسكين الذى أثار شفقتى أو هؤلاء اللصوص الذين لا أملك لهم إلا الكره و الشمئزاز....و الطبقة الثالثة هى رؤساء ذلك المسكين الذين ينتظرون الرشاوى من هؤلاء اللصوص....هذا هو حالنا الذى و جدته فى قصتك الرائعة

    ردحذف