الاثنين، 22 فبراير 2010

تابع آه ... (5)

و مما يدور بذهن راكب السيارة الفارهة ...
-راكب السيارة: ياه .. ايه الحر ده .. بدرى كدة الحر داخل علينا السنة دى ... لأ و ايه كل واحد فى الحر ده بيطلع عقده على الناس .. زى الراجل بتاع المرور ده كمان اللى نسى تقريبا ان الاشارة دى المفروض يعنى ناحيتن تقفل و تفتح يعنى .. مش تقفل بس ..
لا و كله كوم .. و الناس اللى بصة على العربية المكيفة دى كوم تانى .. تقلش راكب جنة على الأرض اللى من نار .. محدش عارف انه آخر يوم ليا جواها و بكرة هبقى زى راكب التاكسى ده، اللى عينه هتطلع على العربية،
و زى ما أكون أنا أول مسئول كبير أخد رشوة، قال ايه تقدم استقالتك بهدوء و ترجع كل اللى خدته بدل ما تحصل شوشرة و كلام ممكن يزعلك، طيب الأستقالة و مقدور عليها و لكن صعبة أوى حكاية كل اللى خدته دى و لو أصروا يبقى عليا و على أعدائى بقى، هقول كل حاجة و عن ناس محدش يتوقعها و نشوف مين اللى هيضحك فى الآخر، ده أنا يا دوب لسه مقفل ال 3 مليون، أنا ممكن عشان أسكت محقق المصلحة أدفع له رشوة كده 200 أو 300 ألف ، و 100 تانية يكتب انها رجعت اللى هى آخر حاجة ضبطونى بيها و خلاص ، ما الواحد فى البلد دى ان ما كنش يدفع ما فيش حاجة تمشى، و بالنسبة للعربية المكيفة بتاعتهم دى ياخدوها ... و أنا كمان كام شهر لما الأمور تنام كدة أبقى أجيب لى عربية جديدة ... بس كدة هقضى كل مشاويرى فى الحر ده متبهدل فى المواصلات ... أعمل ايه بس يا رب ...
- آه ....
و فى تلك اللحظة تضرب بائعة المناديل بعزم ما فيها على زجاج نافذة السيارة ليفتح لها ... و لكنه يشير اليها بيده ملوحا لإياها بأن تمشى و تذهب فى الجهة الأخرى ... فتمتم بكلمات غير مسموعة و يعلن وجهها عن غضب لا مثيل له و تذهب من حيث أتت و بداخل ذهنها أفكار تكاد تعصف به ...
- بائعة المناديل: فى الحر ده و الشمس دى ... و بعد الهيلمان ده كله و مش راضى يفتح لى و ياخد منى كيس مناديل واحد .. و كأن مكتوب عليا أعيش عمرى كله أتذلل للناس و هما قاعدين فى عربيات مكيفة بيبصولنا بقرف ... على ايه ما كلنا ولاد تسعة ...
و بعدين ... ها أروح ازاى للمعلم النهاردة و انا مهما أتراذل على الناس محدش بياخد حاجة و لا بيدينى حاجة ... يكونوا عرفونى ، أصلى بقالى كتير مغيرتش مكانى ... و أكيد ماعدوش بيصدقوا انى محتاجة ... بس أنا هعمل ايه يعنى ما أنا و الله محتاجة ... ما أصل المعلم بياخد كل حاجة و يدينى يا دوب اللى يأكلنى عيش حاف ... أنا ممكن أبقى أقول له يبدل بينى و بين عزوز بتاع الأشارة التانية يمكن الناس فعلا تكون عرفت وشى، بس برضة تفضل نفس المشكلة ها أروح ازاى من غير فلوس كده، ده كان يخسف بيا الأرض ...
- آه ...
و تمشى و هى فى غفلة منها تحك بفتاه تمسك بأيد شاب ... و هم الثلاثة فى سن متقارب تقريبا ... فتلتفت اليها الفتاه و تخرج من جيبها خمسون قرشا و تدسها فى يد بائعة المناديل فتأخذها البائعة و تذهب بعيدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق